تستند آداب المائدة على مشاطرة النعمة وتقاسم البركة، و“بارك الله في طعامٍ تزاحمت عليه الأيدي". لكنّ لكل قاعدة استثناءً. والاستثناء يتمثل في مهنة “الذوّاق"، الـذي كان يتذوق الطعام وحده، قبل الآخريــن ومن دون مشاطرتهم إياه. وهو لم يكن يفعل ذلك عن أنانية أو نزعة فردية، فهذه كانت مهنته ومهمته القديمة، طوعاً أو قسراً. إذ كان الذوّاق مجرد مشروع ضحية، يجازف في كل مرة بتذوق طعام سيده أو عاهله للتأكد من سلامته وخلوّه من السم. أما اليوم، فقد تغيرت الغاية من هذه المهنة.. تغيرت كثيراً.
وأصبحت تمثل مهنة تجارية بحتة .. تزيد من دخل المطعم ..
أو تزيد من شهرة المُنتج .. وتجعلُهُ نادراً , ومميزاً , وشهيراً !!
يوجد ذواق على مستوى عالمي !!