من بين حقول الذرة الممتدة على امتداد البصر ، ومن وسط تلك القرية الريفية العذراء القابعة في أقصى الجنوب نَشَأْتُ ونشأت معي موهبة الكتابة فحينما أنظم السطور استحضر في مخيلتي حقول القمح وحينما أسرد الكتابة بألحان الطبيعة فإنني أتذكر صوت حفيف أوراق القصب وترانيم القنابر التي يقال أنها لغة تسبيح الطيور لله خالق كل شيء وصانع هذا الجمال .
هذه مقدمة موجزة لأوضح لكم أيها السادة أن ما أقدمه لكم ليس مجرد معروض ، بل إحساس تغذى من روح الطبيعة الإلهية تعدى حدود الكتابة فلامست حروفه وجدان القارئ وحقق الخطاب مبتغاه بإذن الله.