المؤلف: ميخائيل اسعد
الناشر: دار الافاق
تاريخ الطبعة: 1407
عدد الصفحات: 280
يُعرف الناس مما يقولون ويفعلون، وقد لا تبدو صلة ما يقولونه ويفعلونه بما يحسون ويعون، إلا أنه يشير إلى شخصياتهم، يعبر عنها ويميزها عما سواها من شخصيات الآخرين .
تند بعض الحوادث النفسية على أي شكل من أشكال الملاحظة المباشرة. إلا أنه لا بد من الإقرار بإمكانية إقامة العلم دونما حاجة إلى الملاحظة المباشرة. فلئن هربت بعض حوادث النفس من أصابع الملاحظة المباشرة، إن لها جميعا، ودون استثناء، إسقاطات مرمزة في واحدة أو أخرى من صيغ القول والفعل مما يقلبها متحولات علائقية تنتظم في قوانين تنبؤيّة لعلم نفس الشخصية،
فتوسع منظومته وتصعد فهم الفرد وسلوكه وتجعل العلم الذي يتناوله (في» علم النفس لا ((على» أعتابه وتطلقه في المدارج الحقة للعلم بعيداً عن مطبات نشأته الفلسفية الأولى التي يُعَدّ التحررُ منها الشرط الضروري لقيام العلم.
تشير الإسقاطات المرمزة من قول وفعل إلى ما يجري في أعماق الفرد وتمسكه، وتسلمه للتحليل بحثاً عن مقومات أعماق الفرد من صعوبات وصراعات وسمات وخصال، وعن سبل تعبيراتها الفريدة المميزة لشخصية عن أخرى. لا بد، لفهم الأمر، من دراسة الإسقاطات المرمزة لحادث سلوكي