أنت قبيحة هذا الصباح (نصوص قصصية‎ )
‎المؤلف :
فهد العرابي الحارثي‎
تاريخ النشر:
2013
تصنيف الكتاب:
الأدب والشعر
الناشر:
‎كتب مؤلفين‎
عدد الصفحات:
‎333‎‎
الصيغة:
غلاف ورقي
طبعة اولى
يأخذنا فهد من خلال أسلوبه إلى عالم فسيح مشرق وفاتن حيث يبدو واضحاً أنه يتجاوز الحدود المرسومة والقوالب الجاهزة للسرد والقص، والكتابة بشكل عام،فعالمه يبدو غريباً للوهلة الأولى فهو في بعض الأحيان والمواقف يتحدث إلى القارئ ليذكره بحدث قديم أو بموقف قد مضى عليه بعض الصفحات، الكاتب صديق رائع للقارئ لا يتعبه ذهنياً لكنه يشعل الخيال ويصنع له أجنحة في لحظات أخرى، يُبقي الأشياء في مكانها الطبيعي، ويهب القارئ شجرة الاحتمالات، فالقراءة كما يقول رولانبارت: «حالة تماهي وإبداع تؤثث فضاء النص».
استقراء للواقع وسرد محكم وقص معبر بصياغات فنية كاملة هو هذا الكتاب،
هذا الكتاب الذي يجعل القارئ يلتقط أنفاسه في الكثير منه، ويعود ليتابع التفاصيل بدقة تامة حين ينبهه الكاتب بحركة تكاد تكون سمعية أكثر منها قرائية وكتابية،
فهذا الكتاب هو صوت الكاتب أكثر مما هو كلماته.
إن ما يميز أسلوب الدكتور الحارثي في سرده هذا، هي لغته الهادئة والانسيابية الشفافة، مبتعداً بأدواته وخياله عن التوظيف الشكلي الذي يفتح باباً للملل عادة، فهو يتناول الحدث أو الأحداث بلغة سهلة وراقية في محاولة منه ليتشارك القارئ معه فيهم الكتابة والأحاسيس العالية، ويسرد الجمال بإحكام مطلق، ويكاد يكون صوته بينطيات الكتاب لا كلماته، ومن يحمل الكتاب يشعر بأن الكاتب معه، يرشده إن ضل مكان الحدث، أو ابتعد عن الفكرة في لحظة ما، وكأن الكاتب قد خبأ الكثير من روحه الإبداعيةما بين الحبر و الورق، دون أن يترك أثراً للقرّاء البسطاء، فقارئ الدكتور الحارثي يشبه إهتماماً في قلقه ووهج خياله.
وقفة :
صباح الخير أيها الجرح ..
صباح يليق بحجم ألمك ..
بأتساع خيبتك ..
أخبرني أيها الجرح مالونك ..
هل أنت أبيض بنقاء ثقتنا بهم ؟
أم أسود بلون خذلانهم لنا ؟
أم أحمر بلون نزف قلوبنا ؟
أخبرني أيها الجرح أين تسكن حين تسكن في دواخلنا ..
هل تسكن الروح فتسلب منها الحياة ؟
أم تسكن القلب فتعبث بنبضاته فيظطرب بتزايد تارة ويتوقف تارة أخرى ..
أم تسكن الذهن فتعيد لنا ذكرياتنا بهم مرة بعد أخرى ..
أخبرني أيها الجرح ..
متى تغفوا ويأخذك السهاد ..
فتطيب أنفسنا بلحظة سكون ..
أم أنك لا تعرف للنوم سبيل ولا تدع لنا لحظة راحة ..
أخبرني أيها الجرح ..
حين تغادر .. هل تصغر وتصغر ثم تتلاشئ ..
أم تنبت لك اجنحة فتطير مغادراَ
وكيف سنرمم الدمار الذي أحدثته فينا بعد مغادرتك ..
أخبرني أيها الجرح هل ستاخذ شئ من أنفسنا حين تغادر ..
أم انك ستخرج وحدك كما جئت ..
فقدت بوجودك أشيائي الجميلة ..
طمئنينتي ..
ثقتي بهم ..
حسن نيتي ..
طيبتي ..
فهل سأجدها بعد خروجك أم أنك ستأخذهم معك الى البعيد ..
أخبرني أيها الجرح .. فأنا ما عدت أعرفني ..
ما عدت أفهمني ..
تغير كل شئ بي ..
وجودك أحدث فوضى بمشاعري فتداخلت وتعقدت وتبدلت ..
وجعلت منى انسانة أخرى لا تشبهني ..
سلامآ أيها الجرح ..
طبت .. وطاب مقامك في دواخلنا أينما كنت