المؤلف: زوران جيفكوفيتش
الناشر: اثر
عدد الصفحات :119
ماذا لو جمعنا كلّ كتب العالم في كتابٍ واحد، بدلاً من رفوف المكتبة؟ هذه واحدة منالأفكار الفانتازية التي يطرحها الروائي الصربي "زوران جيفكوفيتش" في روايته«المكتبة»، والتي تدور أحداثها حول كاتب مهووس بالمكتبات يجد نفسه محاصراًبمواقف كابوسية، ومتاهة لا يخرج منها بسهولة، كما لو أنه في برج بابل للغات.
يُقال أن أفضل الكتب هي تلك التي تتحدث عن الكتب (وبالطبع عن بيتها الوحيد؛المكتبة) لكن وبخلاف كل الكتب التي تعتقد أنك قرأتها عن الكتب أو ستقرأهافالمحتوى الذي تتوقع أن تجده ها هنا والذي غالبًا ما يكون غزل في القراءة والقراء،والكتب والمكتبات وما إلى ذلك تبقى نصوص/قصص المكتبة مختلفة تمامًا عن كافةالتوقعات.
أحيانًا لا يكفي كاتب أن يتخلى عن المنطق لصنع عالمهالمتخيل، يجدر بالقارئ هو الآخر أن يتخلى تمامًا عن المنطقإلى عالم ذلك الكاتب
إن الأرض الثابتة تحت قدمي هي الشيء الذي أعوّل عليه فيكل تقلبات الحياة، وأنا هنا أخاطر بزلزلة شيء أهم: الواقع.
الكتاب يتكون من ست قصص خيالية عن المكتبات، ربما حين ستقرأها في المرة الأولىستشعر أنها غريبة للغاية وممتعة لكنها تصلح فقط للتسلية وتمضية الوقت وبمجرد أنتغلقها لن تتذكر منها سوى الوقت الممتع الذي قضيته في قراءتها.
وإما، وهذا إذا كنت من محبي الكُتب والمكتبات حد العبادة والرغبة في عدم المساسبقدسيتها أو كارهي الخيال أو –وهذا في أسوأ الأحوال- ممن كانت توقعاتهم مختلفةتمامًا عما وجدوه في هذا العمل، ستشعر حينها بالسخف والضيق من هذا العملالمحبط!
لكن يبدو أن هذا العمل من طراز الأعمال التي تحتاج قراءة أخرى أو أن نقرؤه منذالبداية بمهابة وتركيز.
مع كل نص/قصة كنت أشعر بصدي الرمز/الرمزية وللمرة الأولى أسعد أثناء قراءة عملرمزي ولا أشعر بالسخط على المؤلف، هل هذا لأن الرمزية هنا واضحة ولم تكنمطلسمة كما يفعل بعض الكتاب ومن ثم استطعت التوصل إليها بسهولة وبلا جهد؟ أمأن العمل ليس رمزيًا من الأساس وأنا التي أصبحت أهوى التأويل؟
الكُتب التي مهما حاولت التخلص منها تطاردك، حتى تقرأها "وتهضمها" وتصبح فيالنهاية داخلك!