رواية في فلسطين الحب مختلف

عنيزة
تحديث قبل ١٢ ساعة
B
المؤلف: ‎غادة المرزوقي‎ تاريخ النشر: 2018تصنيف الكتاب: الأدب والشعر الناشر: ‎دار مدارك للنشر‎ عدد الصفحات: ‎342‎‎ الصيغة: غلاف ورقي يضيع ذهول عادل ما بين التفاصيل الكثيرة التي وجدها في شوارع القدس حين وطأت قدماه أرضها المقدسة, كم من أحلام احتضنت وكم من أشجار تين حلو مذاقه قد غرست, بدت له شهية بخليطها الذكي ما بين مسلم ومسيحي ويهودي, ما بين عربي وأرمني وعبري, ما بين ثقافة وخلافة وما بين سلام وغرام.. ... ها هو يثبت راية حبه على أحجارها العذبة التي صادفها على الجدران, مأخوذا بفلسفتها العميقة بأن الحجر ليس محض سلاح قدم إلى أيدي الصغار من العدم, أنه توطد في جذورهم وحدودهم, إن الحجر قلب رضي بأزمتهم, وليس صخرة في يد طفل يريد استرداد وطنه, إن الصخرة عنوان تأجج في القلوب منذ أن حطت قبة الصخرة روحها الذهبية فوق أراضي زهرة المدائن, دمعت عيناه.. لأن الكيان الكامن في تفاصيل القدس أكبر من حبه ومن أسباب قدومه إلى أراضيها. قد لا يعميك الحب كما يقولون بل يُبصرك .. نعم الحب يبصرك االقضية رواية بديعة تختطف حوّاس القارئ وتستحوذ على مداركه من الصفحات الأولى ، تضعنا بكل جوارحنا في مواجهة موجعة مع الاحتلال الصهيوني الذي يلتهم أراضي المقدسيين وأفراحهم وأمنياتهم الصغيرة ويحول حياتهم إلى جحيم . الرواية تختزن طاقة سردية ولغوية عالية تتجلى أفضل حالاتها الإبداعية في الجزء العاطفي من الحكاية ، لغتها سائغة ومتجددة تنفذ الى أدق التفاصيل وأعمقها وتم توظيفها بإتقان ، وفي المحصلة العمل رائع. وبغض النظر عن هذا الاسم الرنان والجذاب. ولكن لم يخطر على بالي أن القصة ستعجبني لهذا المدى! خصوصا أن الكاتبة عمرها ما زارت فلسطين وعمرها 24! لكن المستوى صدمني على جميع الأصعدة (أدب، حبكه، أسلوب روائي، ترتيب الفصول، شخصيات، فلسفه، رمزيات) وبما أني من عشاق الفلسفة جذبتني الشخصيتين عبد السلام (يمثل السلام) وبشير السكير (يمثل اليأس) مدخلهم التدرجي على الأحداث أعطى نفحة إبهار رائعة ما تصورتها أبدا من كاتبه مبتدئة D: بالنسبه للشخصيات، لا أعتقد إنه من الممكن لأي فتاة أن تقرأ الرواية دون أن تقع في غرام محمد! ودون أن تجد سلاف صغيرة في قلبها، تصرفات الاثنين دقيقة ومدروسة من ناحية نفسية تترك لكل الاثنين أثر حساس على الإحساس. خصوصا من بعد بدء الأحداث الثقيلة (بعد إعلان ترامب للقدس عاصمة لإسرائيل) والتداخل بينهم مشحون بطريقه تجعلك عاجز عن التوقف عن تقليب الصفحات! وماذا أقول عن الصفحات، آه من التفاصيل! كأنك تتابع فيلم سينمائي بطريقة ثري دي تتداخل فيها الرائحة والحرارة والأصوات في المشهد، كأن الكاتبه تعيش في القدس منذ سنين طويله تجعل حتى أحجار البنايات مألوفه بالنسبه لك كقارئ، عرفتنا بشكل إبداعي على الظروف المحيطة للأبطال، أنا أكره الوصف المباشر للأحداث، لو كتبت: سلاف فتاة غنية، محمد رجل فقير، لتركت الروايه فورا، ولكنها تركت الظروف والحوار تخبرنا بمستوى كل واحد منهم، وتدريجيا تعرف كقارئ مبادئهم وأفكارهم وملامح شخصياتهم
رواية في فلسطين الحب مختلف 0